روائع مختارة | روضة الدعاة | أدب وثقافة وإبداع | أسئلة في العربية من يشفيني منها؟.. فن الكتابة والإملاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > أدب وثقافة وإبداع > أسئلة في العربية من يشفيني منها؟.. فن الكتابة والإملاء


  أسئلة في العربية من يشفيني منها؟.. فن الكتابة والإملاء
     عدد مرات المشاهدة: 3526        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لدي أسئلة في العربية كل من سألته لم يشفني جوابه شفاء يقطع كل سؤال يتفرع. وأملي بكم كبير - بعد الله -.

الأول: هل تثبت نون (أن) بعد اللام في (لا، لن، لم) في مثل: (أن لا)؟ هل يجوز أن تكتب وتنطق (ألاّ)، ومتى؟

الثاني: هل تثبت همزة تحت ألف (الخ)، وما القياس في ذلك؟

الثالث: لم لا يُنقط البعض حرف الياء حتى أنه ليلتبس مع الألف المقصورة التي على صورة ياء، في مثل: (عَلِيٍّ)، و(عَلَى)...

وهل للمهملين لنقط الياء حجة أو عذر؛ خاصة بعد أن نقطت الحروف، ولم يعد مقبولًا ترك التطور الهائل للحرف العربي في التنقيط؟

 جزى الله كل من دلني على الجواب خيرًا.

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

مرحبا بالأخت السائلة، وأهلا بك في موقعنا، ويسرنا أن نجيب عن الأسئلة المذكورة، ونسأل الله أن يوفقنا للجواب الشافي الذي تبحثين عنه، ويسعدنا التواصل والجواب عن كل ما يعن لكم من أسئلة، والله الموفق.

 السؤال الأول: هل توصل (أن) بـ(لا) و(لن) و(لم) أو تفصل؟

الجواب: أما (أن) فلها أحوال؛ لأنها قد تكون ناصبة للفعل، وقد تكون مفسرة أو مخففة من الثقيلة، ففي الحالة الأولى يرى جمهور العلماء كتابتها موصولة كقوله تعالى: ﴿ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ﴾.

وكتابة الثانية مفصولة، كقوله تعالى: ﴿ ظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ﴾، وبعض العلماء يرى كتابتها مفصولة في الحالتين لمزيد الإيضاح.

وأما (لن) و(لم) فلا يمكن أن تأتي قبلهما (أن) الناصبة للفعل؛ لأن كلا منهما يعمل في الفعل أصلا.

وعلى هذا فـ(أن) قبل هذين الحرفين لا بد أن تكون مفسرة أو مخففة من الثقيلة، وجميع العلماء يرون كتابتها مفصولة في هذه الحالة؛ كقوله تعالى: ﴿ علم أن لن تحصوه فتاب عليكم ﴾، وكقوله تعالى: ﴿ أيحسب أن لم يره أحد ﴾.

فالخلاصة أنها لابد أن تأتي مفصولة مع (لن) و(لم)، وكذلك (لا) عند بعض العلماء.

السؤال الثاني: هل تكتب (إلخ) بهمزة قطع، أو (الخ) بهمزة وصل؟

الجواب: أن المشهور المستعمل عند أهل العلم كتابتها بهمزة وصل؛ لأنها موضوعة على الاختصار والحذف.

وهذا الباب (أعني باب الحذف والاختصار) مبناه على الاصطلاح ولا مشاحة فيه، فكما جاز حذف بقية الكلمة اختصارا، كذلك يجوز حذف الهمزة تسهيلا وتيسيرًا.

وبعض الكتاب يكتبها بهمزة قطع؛ بناء على أن هذا هو الأصل الذي اختصرت منه الكلمة، ولأن الاختصار ينبغي أن يدل على الكلمة الأصلية فلا ينبغي أن تكون حروف الاختصار خارجة عنها.

وهذه المسألة أيضا أولا وأخيرا مسألة اصطلاحية ولا مشاحة فيها، فلا إنكار على من أخذ بأي قول.

السؤال الثالث: لماذا لا تنقط (عليّ) من أسفل تفريقًا بينها وبين (علَى)؟

الجواب: أن الذي جرى عليه اصطلاح القدماء في الكتابة هو كتابة الياء المتطرفة من غير نقطتين؛ بناء على أن ذلك لا يكاد يشكل على القارئ إلا نادرًا.

وإذا كان الأمر كذلك فلا داعي لإرهاق الكاتب بكتابة نقطتين كلما كتب ياء؛ لأن الياء كثيرة في الكلام كما لا يخفى، والنقط مرهق، فلهذا السبب كان الأكثر عندهم أن لا تكتب الياء المتطرفة بنقطتين.

لكن بعض العلماء جرى على نقط هذه الياء تفريقًا بينها وبين الألف اللينة؛ من باب زيادة الإيضاح والبيان، ولأنها قد تشكل على المبتدئين والشادين في بعض المواضع، فكان الأوثق والأوضح كتابتها بنقطتين.

وكانت المطابع في أوائل القرن الماضي حتى منتصفه تقريبًا تجري على ترك النقطتين اتباعًا للمذهب الأول، وجريًا على موافقة رسم المصحف.

أما الآن فقد صارت معظم المطابع إلى الرأي الثاني لحاجة أكثر القراء لذلك.

والمسألة اصطلاح أولا وأخيرا، فلا مشاحة فيها، ولا إنكار على أحد الفريقين.

ولكن ينبغي أن يُعلم أن مسألة وقوع اللبس لا تصلح حجة في كل موضع لرد قول من أقوال العلماء؛ لأن اللبس قد يقع في كثير من الكلمات التي لا يكاد يضبطها أحد، ولأنها تظهر من السياق في غالب الأحيان.

والله تعالى أعلى وأعلم.

الكاتب: أبو مالك العوضي

المصدر: موقع الألوكة